سورة إبراهيم - تفسير تفسير البغوي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (إبراهيم)


        


{وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ أَنْجَاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ وَيُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ} قال الفراء: العلة الجالبة لهذه الواو أن الله تعالى أخبرهم أن آل فرعون كانوا يعذبونهم بأنواع من العذاب غير التذبيح، وبالتذبيح، وحيث طرح الواو في {يذبِّحون} و{يقتِّلون} أراد تفسير العذاب الذي كانوا يسومونهم {وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ} يتركوهن أحياء {وَفِي ذَلِكُمْ بَلاء مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ}.
{وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ} أي: أعلم، يقال: أذَّن وتأذَّن بمعنى واحد، مثل أَوْعَدَ وتَوَعَّدَ، {لَئِنْ شَكَرْتُمْ} نعمتي فآمنتم وأطعتم {لأزِيدَنَّكُمْ} في النعمة.
وقيل: الشكر: قيد الموجود، وصيد المفقود.
وقيل: لئن شكرتم بالطاعة لأزيدنكم في الثواب.
{وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ} نعمتي فجحدتموها ولم تشكروها، {إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ}.


{وَقَالَ مُوسَى إِنْ تَكْفُرُوا أَنْتُمْ وَمَنْ فِي الأرْضِ جَمِيعًا فَإِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ حَمِيدٌ} أي: غنيٌّ عن خلقه، حميدٌ: محمود في أفعاله، لأنه فيها متفضِّل وعادل.
{أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ} خبر الذين، {مِنْ قَبْلِكُمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ لا يَعْلَمُهُمْ إِلا اللَّهُ} يعني: مَنْ كان بعد قوم نوح وعاد وثمود.
ورُوي عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنه قرأ هذه الآية ثم قال: كذب النسَّابُون.
وعن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: بين إبراهيم وبين عدنان ثلاثون قرنا لا يعلمهم إلا الله تعالى.
وكان مالك بن أنس يكره أن ينسِبَ الإنسان نفسه أبًا إلى آدم، وكذلك في حق النبي صلى الله عليه وسلم لأنه لا يعلم أولئك الآباءَ أحدٌ إلا الله عز وجل.
{جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ} بالدلالات الواضحات، {فَرَدُّوا أَيْدِيَهُمْ فِي أَفْوَاهِهِمْ} قال ابن مسعود: عضوا على أيديهم غيظا كما قال: {عَضُّوا عَلَيْكُمُ الأنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ} [آل عمران- 119].
قال ابن عباس: لما سمعوا كتاب الله عجبوا ورجعوا بأيديهم إلى أفواههم.
قال مجاهد وقتادة: كذبوا الرسل وردوا ما جاؤوا به يقال: رددت قول فلان في فيه أي كذبته.
وقال الكلبي: يعني أن الأمم ردُّوا أيديهم في أفواه أنفسهم، أي: وضعوا الأيدي على الأفواه إشارة إلى الرسل أنِ اسكتوا.
وقال مقاتل: فردوا أيديهم على أفواه الرسل يسكتونهم بذلك.
وقيل: الأيدي بمعنى النِّعم. معناه: ردوا ما لو قبلوا كانت أيادي ونعمًا في أفواههم، أي: بأفواههم، يعني بألسنتهم.
{وَقَالُوا} يعني الأمم للرسل، {إِنَّا كَفَرْنَا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ وَإِنَّا لَفِي شَكٍّ مِمَّا تَدْعُونَنَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ} موجب للريبة موقع للتهمة.


{قَالَتْ رُسُلُهُمْ أَفِي اللَّهِ شَكٌّ} هذا استفهام بمعنى نفي ما اعتقدوه، {فَاطِرِ السمواتِ وَالأرْضِ} خالقهما {يَدْعُوكُمْ لِيَغْفِرَ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ} أي: ذنوبكم و{من} صلة، {وَيُؤَخِّرَكُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى} إلى حين استيفاء آجالكم فلا يعاجلكم بالعذاب.
{قَالُوا} للرسل: {إِنْ أَنْتُمْ إِلا بَشَرٌ مِثْلُنَا} في الصورة، ولستم ملائكة وإنما {تُرِيدُونَ} بقولكم، {أَنْ تَصُدُّونَا عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا فَأْتُونَا بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ} حجة بينة على صحة دعواكم.

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8